كنت ألقاه في طريقي للمدرسة ذهاباً و إيًاباً . كم عجبت لذلك الرجل , حسب خبرتي بالأعمار قلت رجل لأنه عريض المنكبين طويل , أطول مني و من جميع أصدقائي . و العجب أنني لا أراه بالمدرسة , إذاً هو رجل بكل معنى الكلمة . و لكن لما لُعابه دائماً يسيل !؟
فكرتُ أول ما فكرت أن الرجال أحياناً لا يسيطرون على تصرفاتهم تماماً مثل أبي عند الغضب لا يتحكم بنفسه !. و أقول قد يكون الرجل ممن لا يتحكمون بلُعابهم عند الكلام . و لكن اللُعاب دائماً يسيل !. جذبني إليه أكثر حينما عرفت أن بيتهم بالشارع المقابل لبيتنا و أخيه يدرس معنا بنفس المدرسة , جذبتني المعرفة أكثر بسر هذا التسليم للأمر الواقع .
اسمه داوود , عمره 27 سنة . ذلك أول قطرة من المعلومات التي حصلت عليها . ليس صعب الحصول عليها كلٌ ما يحتاجه الأمر دعوة للعب الكرة بالشارع موجهه لأخيه فتأتي المعلومات مع أول ركلة . و لكن السر هو لما لُعابه دائماً يسيل !. كان الجواب على تساؤلي بمنتهى الوضوح و العفوية قال أخيه ببرود : انه مجنون !.
تطلعنا للوجه الغريب كأنه سحابةِ توشك أن تقذف مافي جوفها . ماذا تعني بمجنون ؟ بباسطة مجنون أي لا يتحكم بكل تصرفاته .
ما أغباني حين تخيًلت أن المجنون هو من يحب كمجنون ليلى . و أن المجانين ليسوا موجودين إلا بالأفلام السينمائية .
ما أشبعتني يا أخيه . لا أعرف من أين جاءت تلك الرغبة الملحه بالتعرف عليه شخصياً . رغبة لم أستطع دفعها حتى بذلك الشعور بالقرف عندما أراه . أليست الرغبة هي من تسيطر علينا اكثر من المبيحات .
كنت ألقاه في طريقي للمدرسة ذهاباً فأقترب منه و أبادره بإبتسامة خفيفه و أقول له أن المدرسة متعبه و الواجبات كثيره
و كان يقول بملأ فمه : أخرطي !.
ـ المدرسين مملين ؟
ـ أخرطي !.
ـ الصباح جميل ؟
ـ أخرطي !.
ـ الحياة حلوة ؟
ـ أخرطي !.
فلا أمسك نفسي من الضحك , و أمضي في طريقي . عند باب المدرسة أسمع حارس المدرسة يقول بصوت جهوري : الله يلعن أبو الدنيا .
و عند أول عتبة أسمع مدرس يقول لطالب : يومك أسود . و أقول لنفسي همساً : أخرطي !.
يمضي يومي متفكراً لا أعي كلمة من الشرح , الدرس ممل أكثر من دعاية سوق البرازيلية . و المدرس ممل أكثر من بانتا و أمه برسوم جريندايزر . ما هذه الحكمة التي صبًت بأذني من مجنون . ما هذا الشبه بيننا غير أن لُعابي لا يسيل . أصابتني سهام خفية بيًنت لي تفاهة ما انا فيه , فتحولت لوحة الشرح لمهبط مراكب فضائية و استحال الطلاب لملاحين معتوهين لا يكفون عن التأشير بجميع الجهات . أما أنا فاتًخذت من الدوك فليت مهرباً و استبدلت ‘ أنطلق ‘ بي ‘ أخرطي ‘ فمتى يجيء موعد الإقلاع !.
و استمسك بي وهم قاتل أننى سمعتُ المدرس قبل الانتهاء : أكتبوا موضوع تعبير عن أحد أصدقاءكم ؟
كنتُ قد جلست خلف المكتب الصغير و أمامي تتراقص كلمات أباحت لي هتكها بأريحيه مستحيلة . كيف ، لا أعلم ؟ متى , لا أعلم ؟
و بدأت بمراقصة أول كلمة حينما لقيته في طريقي من المدرسة إيًاباً قلت : أتذكرني ؟ قال : أخرطي
ـ ما الحياة ؟
ـ أخرطي !.
ـ ما الجنون ؟
ـ أخرطي !.
ـ ما اليقين ؟
ـ أخرطي !.
قررتُ أن أتبع الحكمةِ حيث منبعها . و أن أرقص متى ما شئت و أفتعل مع ذاتي مواجهه دامية دونما سبب , و أغني أمام جنازةٍ لا أعرفها ولا تعرفني , و متى ما أردت أتجرد من ملابسي !.
و أن أكتب الموضوع و اسميه ‘ حكيم المجانين ‘.
فكرتُ أول ما فكرت أن الرجال أحياناً لا يسيطرون على تصرفاتهم تماماً مثل أبي عند الغضب لا يتحكم بنفسه !. و أقول قد يكون الرجل ممن لا يتحكمون بلُعابهم عند الكلام . و لكن اللُعاب دائماً يسيل !. جذبني إليه أكثر حينما عرفت أن بيتهم بالشارع المقابل لبيتنا و أخيه يدرس معنا بنفس المدرسة , جذبتني المعرفة أكثر بسر هذا التسليم للأمر الواقع .
اسمه داوود , عمره 27 سنة . ذلك أول قطرة من المعلومات التي حصلت عليها . ليس صعب الحصول عليها كلٌ ما يحتاجه الأمر دعوة للعب الكرة بالشارع موجهه لأخيه فتأتي المعلومات مع أول ركلة . و لكن السر هو لما لُعابه دائماً يسيل !. كان الجواب على تساؤلي بمنتهى الوضوح و العفوية قال أخيه ببرود : انه مجنون !.
تطلعنا للوجه الغريب كأنه سحابةِ توشك أن تقذف مافي جوفها . ماذا تعني بمجنون ؟ بباسطة مجنون أي لا يتحكم بكل تصرفاته .
ما أغباني حين تخيًلت أن المجنون هو من يحب كمجنون ليلى . و أن المجانين ليسوا موجودين إلا بالأفلام السينمائية .
ما أشبعتني يا أخيه . لا أعرف من أين جاءت تلك الرغبة الملحه بالتعرف عليه شخصياً . رغبة لم أستطع دفعها حتى بذلك الشعور بالقرف عندما أراه . أليست الرغبة هي من تسيطر علينا اكثر من المبيحات .
كنت ألقاه في طريقي للمدرسة ذهاباً فأقترب منه و أبادره بإبتسامة خفيفه و أقول له أن المدرسة متعبه و الواجبات كثيره
و كان يقول بملأ فمه : أخرطي !.
ـ المدرسين مملين ؟
ـ أخرطي !.
ـ الصباح جميل ؟
ـ أخرطي !.
ـ الحياة حلوة ؟
ـ أخرطي !.
فلا أمسك نفسي من الضحك , و أمضي في طريقي . عند باب المدرسة أسمع حارس المدرسة يقول بصوت جهوري : الله يلعن أبو الدنيا .
و عند أول عتبة أسمع مدرس يقول لطالب : يومك أسود . و أقول لنفسي همساً : أخرطي !.
يمضي يومي متفكراً لا أعي كلمة من الشرح , الدرس ممل أكثر من دعاية سوق البرازيلية . و المدرس ممل أكثر من بانتا و أمه برسوم جريندايزر . ما هذه الحكمة التي صبًت بأذني من مجنون . ما هذا الشبه بيننا غير أن لُعابي لا يسيل . أصابتني سهام خفية بيًنت لي تفاهة ما انا فيه , فتحولت لوحة الشرح لمهبط مراكب فضائية و استحال الطلاب لملاحين معتوهين لا يكفون عن التأشير بجميع الجهات . أما أنا فاتًخذت من الدوك فليت مهرباً و استبدلت ‘ أنطلق ‘ بي ‘ أخرطي ‘ فمتى يجيء موعد الإقلاع !.
و استمسك بي وهم قاتل أننى سمعتُ المدرس قبل الانتهاء : أكتبوا موضوع تعبير عن أحد أصدقاءكم ؟
كنتُ قد جلست خلف المكتب الصغير و أمامي تتراقص كلمات أباحت لي هتكها بأريحيه مستحيلة . كيف ، لا أعلم ؟ متى , لا أعلم ؟
و بدأت بمراقصة أول كلمة حينما لقيته في طريقي من المدرسة إيًاباً قلت : أتذكرني ؟ قال : أخرطي
ـ ما الحياة ؟
ـ أخرطي !.
ـ ما الجنون ؟
ـ أخرطي !.
ـ ما اليقين ؟
ـ أخرطي !.
قررتُ أن أتبع الحكمةِ حيث منبعها . و أن أرقص متى ما شئت و أفتعل مع ذاتي مواجهه دامية دونما سبب , و أغني أمام جنازةٍ لا أعرفها ولا تعرفني , و متى ما أردت أتجرد من ملابسي !.
و أن أكتب الموضوع و اسميه ‘ حكيم المجانين ‘.
هناك تعليقان (2):
ياااه كم يبدو الجنون اكثر رااحه
من الجنون ان تضل عاقل بزمن الجنون
نص مثير للضحك ..
و اليس في بعض الاحيان يكون المجنون محظوظ لانه لا يحاسب على مايفعل
و راقت لي "اخرطي " ... حمه فلسفيه جميله جدا
قد يبدو النص سطحي للوهله الاولى
الا انه يحمل في طياته
كثير من المعاني
بالنسبه للبوستات السابق
راائعه جدا
موفق
كـ تَجربتي الشَخصية
فـ أنا اتلقى الحِكمة من الأطفال والمُصابون بالإعاقة العقلية .
والأغرب مِن ذلك هو ان نصيحتهم تكون دائماً ما تُفيدني حقاً = )
لانهم أصحاب العقلية البريئة لا يشوبها الحقد والكُره
فـ تراهم يتحدثون بكُل براءة وطُهر .
كم أحبهم ^_-"
,,
مُتابعة لما يخطُه قلمك يا أخي
وفقك الله وسدد خِطاك .
إرسال تعليق