هكذا كان منظر السماء .... لحظة ذهابى إلى مكان عملى . فضاء خالى من أي بريق لنجم قطبى أو دبىٍ .
و عانقتنى نسمة عليلة هادئة السرعة , قالت كم أشتاقك !. راقصتنى بفعل فتحة صغيرة من زجاج سيارتى الجانبى . و تحت تأثير درجة الحرارة
أووووه كم كانت حينها . اخبرنى ترموستات السيارة أنها بحدود 25 درجة , كالعمر الماضى بفارق تعداد الأشهر و أنصاف الدرجات
وحده القمر كان الشاهد على جبروت القبة السوداء و تملكها بأرجاء الكون . و لسببٍ ما أعطته الحق بالتفرد بالمكان .
و سائلتنى النسمة عن السبب ؟ قلت أن القوى أحياناً يعطى للضعيف حق الظهور !.
كذا فعلت القبة السوداء للقمر و جعلته يفرد سحره الفضى الآسر على سواده . كذا حق الظهور .
و قلت للنسمة ان جميع الأصدقاء ذهبوا ؟ و ها أنا أطوى الطريق طَياً .
قالت : أنظر !؟
فرأيت وجوه الأصدقاء تنثالُ عليً سابحه بالأثير , جميعها مبتسمة !. و أقول لنفسى هي بسمة الوداع !.
قالت : أنظر !؟
فرأيت خيال شبحٍ يحملُ مطرقة مدببة . و كلما اقترب منى وجهٌ هوى عليه بمطرقته !.
قالت : أنظر !؟
فرأيت الطريق يموج بى , و بعض الأفكار تأخذ منى نواصى أحلام و هواجس بريئة !.
قالت : أنظر !؟
فما رأيت شيئاً , و لكنى ابتسمت
قلت أهلاً بالهدوء فى حضرة القبة السوداء !.
***
هكذا كان منظر السماء .... لحظة خروجى من مكان عملى . خيوط النور ترسم على قبتى لوحة أمل .
و عاتبتنى النسمة بلحظة شوق . و خاصمنى شعاع النور و قال : ما أكذب النسمات !.
هدوءها لحظى و عذابها مستمر . و تشكل لناظرى الشعاع على هيئة جوقة تعزف لحن غريب مزعج دون انقطاع
درجة الحرارة هي نفسها . يااااااا للغرابة !. حتى وجدتنى لم أعد أدرى كم قضيت من الزمن داخل عملى .
تمرد الشعاع الرطب على جبروت قبتى . هي لحظة تجلى . هي هي نفس اللحظة !.
قال : أنظر !؟
فرأيتنى أمام حصن منيع , و تأوهات تأتينى متناثرة كأن مصدرها أقطاب الأرض .
قال : أنظر !؟
فرأيت شيخ يقول : أعرف عدوك !.
قال : أنظر !؟
فرأيتنى قبالة بحر ثائر يقذف حممه في جميع الجهات , و أطياف تهرب
قال : أنظر !؟
فما رأيت شيئاً . و مع هذا ابتسمت
قلت ما هذا إلا سراب طيف ينذر بالعبث !.
و ها أنا أعيد طيً الطريق طياً
***
هي هي لحظة التجلى . بين لحظة و أخرى هناك لحظة مفقوده !.
هناك تعليقان (2):
ماشاءالله
استمتعت بقراءة التدوينات السابقة وأعجبني ماجاء فيها ..
وان شاءالله ترى كتاباتك النور .. ونحظى بفرصة لقراءة رواية لك عما قريب
دمت بخير
لكِ من كل شيئ طيب نصيب
شكراً لما جاء بالتعليق . شكراً جزيلاً
أقول مثلما قلتى ، ان شاءالله
دمتى بخير .
إرسال تعليق