حلم ...
إنني أتمنى دوماً قبل أن أنام , أن يأتيني و لو حلم واحد من أحلام البدائية ,
حلم واحد فقط لأعرف أنني نفس الشخص الذي كان .
و أفكر ان كانت حياة شخصٍ في مواضع كثيرة تتشابه بأحداثها مع أناسٌ كثر ,
أليس من الوارد أن تتشابه الأحلام , أن أرى مثلما يرون ,
ألسنا جميعاً نغمض أعيننا حينما ننام .
جاء العيد , صاح الطفل بوجهي : جاء العيد .
و وجدتني مع جمع من الخلق بأعمار متفاوتة ,
نرتدي قبعات ملونة و ملابس مبهرجة
كأننا في حفلة سيرك , لكني لا أفكر بشيء , لا أتمنى شيء , ولا أتكلم .
ثم جاءني أحد الموجودين و أعطاني منفاخ ذو صوت حاد
و قال : انفخ حتى ترى !؟.
فبدأت بالنفخ حتى تقطعت أنفاسي . ولكني لا أرى !
و مرت عليً الأحداث سريعة متوهجة بوحشية الواقع و خباياه ,
مرت أيضاً الليالي بأحلامها و بريقها الكاذب , ولكني لا أرى ...
فدوى صوت مزعج :
ما قيمة الشخص بلا فكر , بلا أماني , و بلا كلام ...
حلم ...
رأيتني في غرفتي مرتخي الأعصاب أنظر إلى السقف دون التفكير في شيء .
طرق بابي أحد أفراد أسرتي و أخبرني أنه حان موعد ولادة زوجتي
فقلت له ببرود : تستطيع أن تولد نفسها , إنها الولادة الرابعة .
و اختفى من أمامي فاستدرت على أعقابي فوجدتني أخطو على عتبات سوق فسيح ,
نعم وجدتني في السوق , وكان هناك بيع و شراء و مساومات حامية الوطيس ,
و رأيت من بين الخلق ثلة تلتف حول شيخٍ يحول الرماد إلى صدف أبيض ,
اقتربت لأسمع تعاويذه السحرية ,
فرأيت شفتيه تتحرك دون اصدار أي صوت ,
و ملأني الحنق كما ملأتني الرغبة باقتحام عوالم المجهول ,
فبدأت بدفع الناس من حوله زاجراً إياهم بعدم العودة للخرافات ,
و لكني لمحت من بين البشر المتدافعين زوجتي
و هي تمسك بيديها أطفالي الثلاث و تحمل الرابع على كتفيها .
ازداد احتقاني و شعرت أنني أحترق ,
ناظرني الشيخ بطرف ساخر فوددت أن اكسر رقبته
لولا أن رأيت الناس تتخاطف أبنائي ,
فتوجهت إليهم مسرعاً و حملت أصغرهم بين ذراعي
و تقدمتهم أشق لهم طريقاً بين زحام البشر ...
حلم ...
هذه المره الأولى التي أحلم فيها بجدي المتوفى ,
كان مغاير عن الصور لا أعرف كيف أصفه ,
ولا أدري إن كان هو حقاً جدي فأنا بالواقع لا أعرفه ,
و لكن صوت أحدهم قال : هلا بو بدر
كنا نقف صفاً عند مهبط طائره و لكننا لسنا بالمطار ,
أقف أنا بين أمي على اليسار و أخي الكبير عن يميني ,
و قدِم رجلان بطول فارع كانا بنفس العمر تقريباً إن أبحرنا بالتخمين ,
تقدم جدي و خلفه بدى الرجل الآخر بشوش الوجه ,
بدى السلام حاراً صاحبه دموع محتشمه ,
و سمعتُ جدي يهمس في أذن أخي مشيراً للآخر : وجه الخير
و حينما جاء دوري تخطوني بسلام عادي , لم يتجاوز سلام اليدين ,
ثم جاء الدور على أمي فاحتضنها جدي بحراره كبيره
تخلصت معه الدموع من احتشامها
فسمعت زفرات الخياشيم , جمدت في مكاني أنتظر الأمل بعين راجيه
و كأنه عرف أشواقي فعاد إلي و فتح ذراعيه فارتميت بحضنه ,
وقال لي بعد قليل :
الحين عرفتك .... الحين عرفتك !.
،
ما أرق هذا اليوم ....
حلم ...
نطقت بإسمها و ولت معرضة بعبثية تاركتاً إياي في لجةٍ من التكهنات .
و رأيتها بعد ذلك في كل مكان ,
و كلما قمت بعملٍ تتراءى أمامي بعبثيتها محولة كل ما أمسك
إلى تراب بحر شديد البرودة .
و وصلت لحد بالعبثية فملأت ملابسي جميعها بالتراب .
و كنت أخاطبها بعيني فتطالعني بعين سابره لجميع أغواري .
و تتفجر في أعماقي نشوة المنتصر الظافر , و أراها في كل مرة بعين جديدة ,
أراها تمارس أنواع العبث دون رادع من القدر أو امتعاض مني .
و كلما قامت بتحويل أشيائي إلى تراب تختلط أفكاري مع ذراته
و ادعوها بعيني أن تحولني كلي ...
بعبثية تقول : أنا سارة ... شرايك فيني !.
هناك 6 تعليقات:
ما قيمة الشخص بلا فكر , بلا أماني , و بلا كلام ...
جميل ما كتبت , وغريـب !
إن من أكثر المدونات التي اشتقت لها في غيابي .. هي مدونتك
أنت المدون الوحيد الذي تستطيع أن تجعلني أعيش الحلم الذي تكتبه وأسرح إلى النهاية
شكرًا لك
لأكثر ما يمكنه أن يملء فراغات وثقوب عدة تنتثر على جسد
من حلــــم
حلم طويل متأنق ...
يقظة , يصل الى حدود موق العين فيغوص في سردابها .
وحلما, يتجاوز الأفق .
أنيقه لغة الذات الحرفية
واستمتعت حد ما بها من أناقة كثيرة
عودة مبهرة
تحايا
منصور أخوي
الله يسعد أيامك كل خير
وكل عام وأنت بخير وصحة وعافية
موضوع جميل كعادتك
سُبحان من ألهم الرُّوح همساً..
يُخالِطُ فينا ذرّات النَّبض بعبثيَّةُ سارة !
و افتقدتُ هذا الانسكابُ طويلاً..
طويلاً طويلاً استاذي الفرج ..
لله درّك
السلام عليكم ..
لا أعرف !
لكنني أذكرُ أني تركتُ تعليقًا من مدةٍ طويلة ،
على كلٍ ،
أحلامٌ جميلة ،
و للأسفِ أنني لا أحلم كثيرًا !
و ربما أحلم لكنني نسى ما حلمتُ به !
أخي منصور ،
لا تنقطعْ كثيرًا عن هنا ،
فلحرفكَ بالفعل ،
جمالٌ غريب !
و متنوِّع ..
دمتَ بخيرٍ و أملْ ..
تحيآاتي لكْ ..
إرسال تعليق