كنتُ أتعلل طوال يومي . ساعة على الفراش و أخرى على وثير المجلس . غفيت على رائحة حِناء منبعثه من إناء جدتي المهمل منذ قديم الوقت . فرأيتني أسير في طريق مظلم و أتذكر !. و فجأتاً انهال المطر فتداريت بمحل للعطارة . و بسبب استمرار انهمار المطر مدتاً غير قصيرة قررت اشتراء بعض الحاجيات و سألت البائع عن عشبة تجلب النوم لحالت الأرق التي ترافقني .
قال : ليس هناك أفضل من راحة البال !.
***
صحوت و أنا أتذكر ما كنتُ أتذكره في غفوتي . لكن التوفيق لم يكن حليفي , و سألت النفس عن همومها وعاداتي ما تزال تعبثُ بي
كأن أفكر بزيارة كلومبيا ليس لشيء فقط لرأيت غابرييل ماركيز . أو أن أقطع تذكرة سفر بأولى الرحلات المتوجهه إلى الفاتيكان لرأيت البابا و سؤاله عن القديس ليوتاكسل وما كان مصيره .أو أن أرحل لمصر أم الدنيا للجلوس مع جمال الغيطاني و سؤاله عن شعوره و هو في قبر الهرم الاكبر . أو أن أحضر مباراة لديربي مدينة ميلانو . أو أتخايلني وزيراً و المنصة هاجسي . أو عضواً برلمانياً و آلاف البشر يرومون سؤالي عن سبب استجوابي لوزير الدولة . أو أن أكون بطلاً قومياً . ربما كاتباً معروفاً تحت أقلام النقاد . أو مهندساً لمشروع مترو الكويت . أو أن أكون أباً يجري خلف الحصول على حليب صالح الإستعمال لطفله الباكي بالمنزل .
إلهي أين راحة البال !؟
***
للمستقبل هم أكبر من هم الحاضر . أما الماضي فهو المتنفس الوحيد !.
و كثيراً ما أستمع إلى نصائح شيخي الحكيم و هو يقول لي : الحياة لست إلا هجرة !.
و الهجرة على كلٍ حال سُنه .
***
شعرها الأسود , يعبث بي حد الإنهاك , خيالات متناثرة مع الخصلات تحلم دائماً بما هو مستحيل . قالت لي مرتاً متبرمة : لا يملكني أحد !.
هفهفة نسمات الربيع من ثغرها رغم التبرم , الحاجبان المقوسان لهما حكاية من ألف باب
أولها أنهما محييني و آخرها أنهما مُمِيِتيني .
قلت لها : سأملككِ
قلت لها : سأملككِ
***
الفجر . و صوت الآذان ليس لهما مثيل . هذه اللحظة الوحيده التي تشهد بها ميلاد كون و تسبيح إنسان . منذُ الصغر و حالة الأرق لا تفارقني . أما راحة البال فحلمٌ عتيد .
لذلك ببادئ الأمر أوهمت نفسي بحب الفجر . مع الوقت عشقته !.
***
أتعلل طوال اليوم . الغفوة تصبح مطلب و النوم أمرٌ يقابلة العقل بالرفض . الساعات قصيرة جداً على من يتذكر !. فما أجمل من قراءة قرءانٍ يتلى :
{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق